في البدء لم يرد الدكتور علي الوردي لهذا الكتاب أن يكون بحثاً علمياً منظماَ ودقيقاً، فجاء بصورة أدبية (محاضرة) سهلة وخالية من التعقيد. لهذا السبب وحده لا يمكن أن أكتب مراجعة ومناقشة مفصّلة لما جاء فيه من أفكار هي في مجملها عامة وغير مركزة: شخصية الإنسان تتأثر بشكل كبير بالمجتمع الذي يعيش فيه والجماعة التي ينتمي إليها، ثم يتطرق إلى "تحليل" الشخصية العراقية تحديداً مستخلصاً أن الأزدواجية تعتبر أهم مشاكل هذه الشخصية، ليذكر بعدها الأسباب متبِعاً إياها بحلول مختصرة. المحتوى إذاً سهل وخفيف، على عكس ما كنت أتوقع قبل بداية قرائتي للكتاب.
لا أدري لماذا شعرت بأن الكتاب يغلب عليه طابع السلبية والتشاوؤم مع أن اسلوب الطرح كان واقعياً وواضحاً، ربما بسبب التركيز الواضح على المشاكل وأسبابها عوضا عن طرح الحلول الجذرية.
في نهاية الكتاب، طرح الدكتور الوردي ثلاثة حلول لمشكلة ازدواجية الشخصية عند الفرد العراقي، تتمثل في: "تحرير" المرأة وإزالة الحجاب عنها، وتقليل الفرق بين اللغة العامية التي درج عيها الناس والفصحى المستخدمة في الخطابة والنثر، و أخيراً تهيئة الجو والبيئة المناسبين للأطفئال والعمل على تنشئتهم على أساس حديث تحت اشراف أشخاص أكفاء. لم يشرح الوردي أي من هذه النقاط بشيء من التفصيل والتوضيح.
قراءة مؤلفات علي الوردي ممتعة للغاية واسلوبه واضح وسهل للغاية. لا أدري ماذا سيكون كتابي التالي الذي سأقراه للوردي، ربما "وعاظ السلاطين" يعتبر الخيار الأفضل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق