"كيف تقرأ كتاباً" هو دليل شامل ومبسط مكتوب بلغة علمية واضحة وسلسلة، يشرح فيه الكاتب والفيلسوف الأمريكي المعروف 'مورتيمر آدلر' والكاتب والمحرر 'تشارلز فان دورن' أفضل الوسائل والحلول لقراءة الكتب بشتى مجالاتها وموضوعاتها قراءةً فعالة ومثمرة.
تميز الكتاب علاوة على شموله وتنوع مواضيعه الفرعية بأنه غير موجه لفئة معينة دون غيرها: يستطيع أي قارئ مبتدى أن يتانلو الكتاب ويطبق محتواه بتدرج. لا يتطلب الكتاب أي خبرة مسبقة ولا يفترض أن القارئ مُلِم تماماً بالمواضيع المطروحة فيه.
لا أستطيع أن أصف بدقة لماذا اخترت قراءة هذا الكتاب في هذه المرحلة تحديداً على أنني قارئ متوسط وامارس القراءة كنشاط ضروري وحيوي واحياناً للمتعة فقط. ربما شعرت بأن اسلوبي في "التهام" الكتب كان يشوبه بعض الأخطاء أو لأقل بحاجة لإعادة نظر جزئية. لم يخب ظني بمحتوى الكتاب -رغم أن القسم الأخير منه "القراءة المتزامنة الموجهة لموضوع واحد" لم يكن بتك السهولة حيث اتسم بطابع اكاديمي- فقد كان بالفعل واضحاً ومفيداً.
اعتبر قراءة هذا الكتاب قراءة متأنية ضرورة لمن يرغب في قراءة أثمر وأكثر نفعاً. لا يحتوي الكتاب على مفاهيم ثورية حول طرق القراءة ولكنه يعرض لك تعليمات مفصلة وواضحة حول مراحل القراءة المثمرة وكيف تقرأ بطرق مناسبة في المجالات المعرفية المختلفة كالكتب العلمية البحتة والأعمال الروائية والشعرية والملاحم والتاريخ والفلسفة.. إلخ، مختومة بنصائح حول الأسس التي يجب أن تخار بها الكتب التالية التي ستقرأها وكيفية معالجتها. بالإضافة إلى ذلك، استخدم الكاتب امثلة عديدة لعناوين من روائع التراث الفكري للبشرية في مواضع مختلفة من الكتاب وهي تشكل قائمة جديرة حقاً بالقراءة الجادة والمثمرة.
على شمول هذا الكتاب الرائع وبساطته، فقد يكون من المفيد حقاً لاحقا قراءة كتب مثل "إدارة الأولويات: الأهم أولا" لـستيفن كوفي و "ادرس بذكاء وليس بجهد" لـكيفن باول حيث أنهما يكملان موضوع الكتاب العام ويجعلان الفائدة أعظم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق