ربما يتوجب عليّ لاحقاً كتابة تدوينة منفصلة عن كيف أنّ كتب التنمية الذاتية تحمل نفس المضمون والغرض تماماً مع اختلاف طريقة العرض والحشو، قبل أن أكتب مراجعة لأي كتاب في هذا المجال.
هذا ما يمكن استنتاجه بعد قراءة مجموعة لا بأس من أفضل كتب التنمية الذاتية وأكثرها مبيعاً على مستوى العالم، وهذا الكتاب هو أحدها. بعد قراءة هذا الكتاب تحديداً، ساقرأ كتب التنمية الذاتية (مهما كانت شهرتها وقيمتها وخبرة مؤلفيها) كقراءة الكتب الأدبية تماماً، أي من أجل الحصول على المتعة والترويح عن النفس في المقام الأول ومن ثم الحصول على الفائدة الموعودة في المقام الأخير. وبالمناسبة، قراءة كتب التنمية الذاتية ستتطلب المزيد من الصبر والحكمة لمن يقرأ في هذا المجال بشكل دوري، حيث ستجد الكثير والكثير من تكرار الأفكار، والتعليمات المعلبة، وببساطة قد تردد مع نفسك: "ما الجديد هنا؟". ربما هذا هو ما يُعرف بحد التشبع. في الواقع ليس هناك ما هو ثوريّ أو خارق في أي كتاب تنمية ذاتية، الشكل و طريقة العرض فقط هما ما يعطي هذه الكتب قيمتها الظاهرية واستحسان قراءها المتعطشين للوصفات الجاهزة واشادتهم المبالغ فيها غالباً.
المهم، يحكي هذا الكتاب الصغير الحجم والكبير الفائدة قصة قصيرة ورائعة ذات أربعة أبعاد رئيسية تلخّص معنى النجاح في الحياة والوصول إلى الاهداف: التركيز على الحاضر، التعلّم من الماضي، التخطيط للمستقبل ومعرفة ما الذي تريد انجازه حقاً، أي انتقاء اهداف واضحة. اسلوب سرد القصة كان ممتعاً وجذاباً كما عٌرف عن سبنسر جونسون في بقية كتبه الخفيفة والممتعة،الأمر الذي يمكّنك بسهولة من فهم المعنى والدرس من فصول قصته القصيرة ذات المغزى. ليس هناك من داعٍ إذاً لكتابة ملخص لكتاب يتألف من 60 صفحة من القطع الصغير يمكن قرائته في ساعة أو اقل.
إنه بسيط، خفيف، عمليّ، ويستحق القراءة. تجربة رائعة ستضاف إلى معرفتك عن النمو المستمر والنجاح، تجربة واقعية، مقنعة وغير مفرطة في المثالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق