مرّت أكثر من سنة منذ أن كتبت آخر تدوينة هنا، وقت طويل نسبياً، وبسب ما حدث في هذه الفترة شعرت وكأنها خمساً. قرأت بعض الكتب الدسمة، تعلّمت بعض المهارات الجديدة (وأهملت أو نسيت أخرى)، أنهيت البكالوريوس بلا أيّ مجهود يذكر، قضيت وقتاً أكثر مع أصدقاء وزملاء الدراسة على غير العادة، ألغيت بعض الصداقات واستبدلتها بأخرى، والآن أدرس الماجستير في ألمانيا.
ليس هناك أعذار أقدمها لهذا الانقطاع، وأنا شخصياً لا أحب اختلاق الأعذار أو حتى الاعتراف بوجودها. الانشغال ليس عذراً، الخمول وغياب الأفكار ليس عذراً بالطبع. كل ما في الأمر هو فتور الهمّة، لم يكن هناك "دافع حقيقي" لكي أواصل التدوين في السنة التي مضت، وهذا شيء لا استطيع أنا تفسيره ولذلك لن أتخذه كعذر. أدركت بعد هذا الفتور أن علي أن اسأل نفسي مجدداً: لماذا أدوّن؟ وأن أجيب على هذا السؤال بصراحة. أنا أدوّن لكي اشارك أفكاراً جديدة أفادتني ولعلها تكون ذات فائدة للآخرين، وهذا الأمر هو جزء هام من شخصيتي. بالإضافة إلى ذلك، التدوين كنشاط فكري يجعلني أفضل فكرياً ونفسياً وهو بذلك يشكل جزءأ أساسياً هويتي . لهذه الأسباب لا يجب أن اتوقف عن التدوين، حتي وإن كان على فترات متباعدة.
شكراً جزيلاً للمدون عبد الله المهيري الذي ألهمني بكتابته عن الهمة والفتور، كدرس من دروس التدوين التي عرضها في مدونته.
هناك الكثير لكي أكتب عنه في الأيام والأسابيع القادمة.
المهم هو العودة للتدوين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق