تيري إيجلتون: معنى الحياة



ما هو المعنى الحقيقي لخيبة الأمل؟ أن تقرأ كتاباً يحمل عنواناً كبيراً للغاية مع محتوى مختزل وغير واضح للغاية. 
على الرغم من أن تيري إيجلتون يعترف في بداية الكتاب بأن الكتابة الرصينة في مثل هذا العنوان هي بحد ذاتها تحدّ كبير لم يجرأ على خوضه إلا القليل، إلا أنه أوهم القارى بأنه سيكون مختلفاً عن هؤلاء البقية بصورة أفضل، ولكن للاسف لم يوفق تماماً في عرضه للموضوع الذي أشغل الفلاسفة والمفكرين، على الأقل من ناحية تناسق المواضيع الجزئية. 

بدا المحتوى وكأنه متاهة فكرية محيرة: أفكار كثيرة متداخلة في مواضيع  غير مرتبة زمنياً وأحداث غير مترابطة. بدى الكتاب وكأنه فوضى عارمة عن معنى الحياة. هل الحديث عن مواضيع عميقة جداً كمعنى الحياة ينبغي أن يكون بهذا الالتناسق واللاتراتب؟ لا أدري، ولكن المؤكد أنه من الممكن عرض الموضوع  بشكلٍ أكثر تتابعاً وتناسقاً. 

قد يكون هذا الكتاب مقدمة فلسفية جيدة للمبتدئين، فهو بالتأكيد لن يذهب بك عميقاً إلى حد التيه ولن يجعلك راكداً على السطح في ذات الوقت فهو يشجعك على البحث أكثر في مذاهب الفلسفة عندما يعرض لك بعضاً من أفكار سارتر ولودفيج فيغشتين وآرثر شوبنهاور وأرسطو. 

ليس باستطاعتي إعطاء تقييم نهائي سلبي للكتاب وذلك بسبب النزعة النقدية المحترفة التي صبغت محتواه -فالكاتب ناقد أدبي بارع وهو بروفيسور اللغة الإنجليزية بجامعة اوكسفورد- ولأنه يدفعك إلى التفكير المعمق وتكوين فكرتك الخاصة عن الموضوع (وهذا بالطبع يتطلب قراءة متأنية وطاقة استيعاب ليست بالقليلة)  ولكنه مختصر بشكل يتجاوز المطلوب، وهذا ما يجعل تجربة القراءة صعبة وغير مشبعة، ربما للمبتدئين مثلي على الأقل. أعتقد بأن هناك كتباً تعرض هذا الموضوع بشكل أفضل من ناحية التسلسل والتوسع في عرض جوانب أخرى له.

 يُقرأ بتروٍّ وشغف وبدونهما ستضيع وقتك، أو الأسوء ستفوّت بعض المغامرة الفكرية. 

شارك التدوينة على:
Facebook Twitter Google StumbleUpon LinkedIn Pinterest

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق